يقع جبل القفزة جنوبي مدينة الناصرة، ويرتفع عن سطح البحر 397م وعن مرج ابن عامر 280م وتروي التقاليد المسيحية بأنه من هذا المكان حاول يهود الناصرة إلقاء يسوع بعدما أثار غضبهم في الخطبة التي ألقاها أمامهم وأعلن فيها عن كونه المسيح (لوقا 4). جرّ سكان القرية يسوع إلى قمة الجبل لكنه في اللحظة الأخيرة تمكن من الاختفاء فجأة فاعتقد انه قفز ولهذا سمي الجبل "جبل القفزة". عند أقدام الجبل من الجهة الغربية بقايا دير بيزنطي سكنه في القرن الثامن ثمانية من ألاثني عشر كاهنا كانوا يتواجدون في الناصرة.
تقابل هذا الدير مغارة القفزة التي أظهرت الحفريات التي جرت في بداخلها، أكتشافات غنية من فترة ما قبل التاريخ. وأول من انتبهوا لوجود هذه البقايا كان الرهبان الفرنسيسكان الذين قاموا بإبلاغ القنصل الفرنسي في القدس حول ذلك، فأوعز بتمويل الحفريات التي بدأت في العام 1933، والتي تجددت بين السنوات 1965- 1979.
المغارة استخدمت كمسكن للصيادين والرعاة فضلا عن كونها مدفنا. من بين الاكتشافات: عظام لعشرين إنسانا، حيث كان هناك 13 عامودا فقريا كاملا لستة أشخاص كبار وسبعة أولاد، خمسة منهم دفنوا بصورة منظمة بقنوات غير عميقة في أرضية المغارة. أحد الموتى كان مطروحا في غرفة صغيرة بينما كانت يداه مثنيتين وشابة مطروحة على جانبها الأيسر بينما كانت قدماها مثنيتين والى رأسها طفلة كان رأسها ملقى على صدر المرأة. كما تمَّ العثور على شخص كبير وعلى شاب صغير السن كما يبدو نطحهم أيل فلقوا مصرعهم ودفنوا في قبر مشترك مع قرون الأيل الذي تسبب بمقتلهم.
وتعود هذه الهياكل العظمية البشرية في مغارة القفزة إلى الفترة الموستيرية، أي قبل 85.000 إلى 100.000 عام، يشار الى ان مجلة الناشيونال جيوجرافك National" "Geographic لقبت هذا الانسان "رجل القفزة" او "Qafzeh man"
اجريت اعمال تطويرية من أجل الوصول الى قمة الجبل والذي يشرف على مرج ابن عامر والجبال المجاورة: جبال الكرمل، جبل طابور وجبال غلعاد.
|